الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فقد عرض على لجنة الأمور العامة في هيئة الفتوى في اجتماعها المنعقد الاستفتاء المقدم، ونصه:
لوحظ في الآونة الأخيرة قيام العديد من المصلين في مقار أعمالهم بالجمع بين صلاتي الظهر والعصر في وقت نزول المطر خلال العمل الرسمي، مع العلم أن هذه المباني مغطاة، ولا يأتي منها ضرر على الذاهب إلى المسجد أو المصلى في مقر العمل، والسبب الذي يتحججون به هو عند انتهاء الدوام والذهاب إلى المنزل وبعد أن يحين وقت صلاة العصر يصعب عليهم الذهاب إلى المسجد بسبب نزول المطر، فهل يجوز الجمع بمقر العمل في حالة نزول المطر، علماً أن الطريق إلى المصلى أو المسجد مغطى بالكامل؟
أجابت اللجنة بالتالي:
يرى جمهور الفقهاء عدم صحة الجمع بين صلاتي الظهر والعصر بسبب المطر، ويرى الشافعية (في الأظهر) تخصيص رخصة الجمع بين صلاتي الظهر والعصر للمطر بمن يصلي جماعة بمسجد أو بغيره، بعيد عن باب داره عرفاً، بحيث يتأذى بالمطر في طريقه تأذياً لا يحتمل في العادة، نظراً إلى المشقة وعدمها، وأما من يصلي ببيته منفرداً أو جماعة أو يمشي إلى المصلى في كِنّ (أي سترة)، أو كان المصلى قريباً فلا يجمع لانتفاء التأذي، وفي مقابل الأظهر يترخص مطلقاً، وترى اللجنة الأخذ بمذهب الجمهور، والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
|